سطايفي عضو مجتهد
عدد المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 19/12/2011
| موضوع: ماذا يعني انـتـمائي للإسلام؟! الخميس ديسمبر 22, 2011 6:41 pm | |
| إنَّ الحمـد لله تعـالى نحمـده ،ونستعينـه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، أما بعد ... * ماذا يعني انتمائي للإسلام ؟؟ يا شباب المسلمين ، يا أمل الأمة الإسلامية ، يا دعاة الغد ، يا رجال المستقبل : اعلموا أننا جميعاً ينبغي أن نكون على يقين بأن المستقبل لهذا الدين الذي ننتمي إليه مهما تكالب عليه أعداء الإسلام وحاولوا أن يبعدونا عن ديننا أو يحولوا بيننا وبين نبع الدين الصافي . * ولكن ما معنى انتمائي وانتمائك للإسلام ؟ هل تظن أن كَفَّكَ الأذى واجتهادَك في عملك وأداءَك للفرائض وحسْبُ هو تمام الانتماء ؟! أو تظن أن تمسكك بسنة ظاهرة أو تركك لظلم الناس هو كمال الانتماء للإسلام ؟! أتحسب أن استحواذك على بطاقة تحمل ديانتك يُعد انتماء للإسلام ؟! أخي الحبيب : إن كل هذه المعاني هي جزء من انتمائك للإسلام ، ولكن الإسلام هو الانقياد والطاعة والرضا والتسليم لله تعالى ، والمسلم الحق هو الذي يُذْعِنُ لأمر الله ولأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولنهي الله ولنهي رسوله - صلى الله عليه وسلم - إذعانَ رِضًا وقبول وخضوع ، والإسلام معناه الاستسلام لله تعالى ، وأن تُسلم لله وجهك وإرادتك فلا تنظر إلى الحياة إلا من خلال تعاليم الإسلام وأوامره ، فأنت قد أسلمت ، أي سلمت كل ما معك لمالكه الحق ، يأمر فيه بما شاء ، سلمت سمعك وبصرك وعقلك وفكرك ورغباتك وشهواتك ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) [ الإسراء : 36 ] ومن هنا فإن قضية الالتزام أو التدين ليست مِزاجاً شخصياً ولا تخضع للهوى أو موافقة ولي الأمر ، فإن كل مسلم يجب أن يكون ملتزماً بالإسلام . ولا يقبل منك عذرك أخي الشاب بأنك شاب في مرحلة المراهقة ، أو أنك صغير والعمر أمامك طويل ، أو أن الفتن كثيرة ولا تستطيع أن تتحكم في نفسك أو تصبر عن الشهوة ، أو أنك وقعت فريسة في شراك الشيطان وحب النساء والنظر إليهن ثم ارتكاب الفواحش والمحرمات ، فليست هذه بأعذار .. لا .. لا .. بل إنك مع ذلك كله مأمور بالإسلام .. واعلم أنك لست وحدك مأمورًا بالإسلام بل قد أمر الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يُبلّغ أنه مأمور بالإسلام فقال : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِين ) [ الأنعام : 71 ] وأمر الله - عز وجل - إبراهيم عليه السلام به فقال : ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِين ) [ البقرة : 131 ] . إنَّ قضية الالتزام بالإسلام من الأهمية بمكان ، فقد وصى بها الأنبياء أبنائهم ، فقال تعالى : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون ) [ البقرة : 132 ] . كيف لا ننتمي للإسلام والله يقول : ( فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ) [ آل عمران : 20 ] ويقول تعالى : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلام ) [ الأنعام :125 ] ؟! كيف لا ننتمي للإسلام وقد دعا الأنبياء ربهم ليكونوا من المسلمين ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك ) [ البقرة : 128 ] ؟! كيف لا ننتمي للإسلام وقد رضيه الله لنا ديناً ومنهاجاً ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) [ المائدة : 3 ] ؟! كيف لا ننتمي للإسلام وأمامَنا مَصرعُ فرعون وهو يتمنى الانتماء للإسلام حين أدركه الغرق فقال ( لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِين ) [ يونس : 90 ] ؟! كيف لا ننتمي للإسلام والله لا يساوي بين المسلم والكافر ( أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) [ القلم : 35-36 ] ؟! كيف لا ننتمي للإسلام ، وهو دين الكون كله ، قال تعالى : ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) [ آل عمران : 83 ] ؟! أخي الحبيب : إن انتماءك للإسلام ليس كلمة تقال أو شعاراً يرفع ، ولكنه إيمان ويقين وعمل بتعاليم ذلك الدين ، وأول ما يؤكد انتماءك للإسلام : 1- أن تكون مسلماً في عقيدتك : وذلك بتحقيق التوحيد لله - عز وجل - والحرص على سلامة القلب وطهارته بصحة الاعتقاد وتحقيق الاتباع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظاهر والباطن ، في العلم ، والعمل في العبادة والمعاملة ، وفي الخلق والسلوك ( أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون ) [ البقرة : 133] ، إن صحة العقيدة شرط لازم لهذا الدين ، فعلى المسلم أن يؤمن بما آمن به السلف الصالح وأئمة الدين المشهود لهم بالفهم السليم لدين الله - عز وجل - ، فنؤمن بأن الله خالق الكون فلا خالق سواه ، وأنه حي لا يموت قيوم لا ينام ، وأنه تعالى وحده المستحق للعبادة ، وأنه تعالى لم يَخلقِ الخلق عبثاً ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون ) [ المؤمنون : 115 ] ، ولم يَترك الناس سُدًى ( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ) [ القيامة : 36 ] ، أي : لا يُؤمر ولا يُنهى ، ونؤمن بأن الله قد أرسل رسلاً نحن بهم جمعياً مؤمنون ، وبشرع خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - عاملون - وقد أرسلهم الله لهداية الناس ، ونؤمن بالكتب التي أنزلها الله على رسله ، وأن خاتمها القرآن الكريم ، وأنه كلام الله ، ونؤمن بالملائكة الكرام الذين خلقهم الله فلا يعصونه ولا يسأمون عبادته ، ومنهم الموكل بكتابة أعمال العباد وغير ذلك من الأعمال كالمطر والرياح والسحاب والجبال والنفخ في الصور يوم الميعاد وخازن الجنة وخازن النار ، وأن جبريل المختص بالوحي الشريف . ونــؤمن بـعذاب القبر ونعيمه وبالجــزاء والحساب بعـد المـوت والنشـور وأن النـاس ينقسمون منهم ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير ) [ الشورى : 7 ] ، ونؤمن بأن الله خلق الجنة والنار وأنهما موجودتان الآن ، ونؤمن بأن الله قدر مقادير كل شيء فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ونؤمن بوجوب تطبيق شرع الله في الأرض إذ إنه الخالق الآمر ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر ) [ الأعراف : 54 ] ، ونعبده تعالى كما أمرنا فلا نخاف ولا نخشى أحداً سواه ، ونحب لله من يحبهم ، ونبغض لله من يبغضهم ، ونتوكل على الله ، ونوجه شكرنا له ، ولا نحلف بغيره ، ولا نذبح ولا ننذر لسواه ، ولا ندعو ولا نستغيث بغيره ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ) [ الفاتحة : 5 ] . 2- أن تكون مسلماً في عبادتك : وذلك بالتزام الجوارح طاعة الله بالمحافظة على الصلاة في وقتهـا في جمـاعـة ( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين ) [ البقرة : 43 ] ، قال - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ - قَالُوا وَمَا الْعُذْرُ قَالَ خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ - لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلاةُ الَّتِي صَلَّى » (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان وصححه الألباني ) ، فلا يخدعنك أحد بقوله : ( العمل عبادة ) ، فالعبادة تحتاج لنية صالحة وحسن متابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يترك - صلى الله عليه وسلم - الصلاة لأداء العمل الذي يقتات منه ، وكذلك مذاكرتك لا تكون عبادة وهي تشغلك عن حق الله وهو أعظم الحقوق . وعليك بالالتزام ببر الوالدين وصلة الأرحام وغض البصر ، وحفظ الفرج ، وكف الأيدي عن الأذى والظلم ، وعليك أن تصوم رمضان ، وتؤدي الزكاة ، وتحج البيت إن استطعت ، وتحرص على قيام الليل والاستغفار ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [ الذاريات : 17-18 ] ، وأن تحافظ على تلاوة القرآن وحفظه ، وأن تكون متبعاً للسنة في عباداتك فتتوضأ كما كان يتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - : « عَلَيْكُمْ بسُنَّتِي » ( رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني ) ، وتصلي كما كان يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - : « صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي » ( رواه البخاري ومسلم ) ، وعليك أخي بالاجتهاد في السنن والإكثار من التطوع ، ولا تَنْسَ بِرَّ الوالدين ، والإنفاق في سبيل الله ، ومداومة الاستغفار ، وتحرص على صيام الاثنين والخميس ما استطعت ، والأيام الثلاثة ( الثالث عشر - الرابع عشر - الخامس عشر ) من الشهر العربي ، ويوم عاشوراء ، ويوم وقفة عرفات لغير الواقف بعَرَفَة ، وغالب شهر شعبان ، وشهر الله المُحَرَّم ....أتمنى أن ينال إعجابكم
| |
|